تمكن العلماء في الآونة الأخيرة من رصد موقع الساعة البيولوجية في جسم الانسان بعد اكتشاف مجموعة من الخلايا العصبية في الجزء السفلي وسط المخ تعرف بالنواة والتي يعتقد أنها مركز التحكم في الايقاع اليومي.
وأوضحت دراسة أعدتها جمعية بريطانية تعنى بعلم الهندسة الوراثية أن هذه النواة تتكون جزأين أحدهما في النصف الأيمن من المخ والثاني في النصف الأيسر وكل جزء يتكون من 10 آلاف خلية عصبية ملتصقة بعضها ببعض تقوم على تنظيم الجداول الزمنية والتنسيق مع بقية الخلايا للوصول إلى ما يجب أن تكون عليه أنشطة الجسم على مدار اليوم .
مكنت تقنيات البيولوجيا الجزيئية الحديثة العلماء من فهم الآلية التي تعمل بها تلك الساعة العجيبة، فتوصلوا إلى أن دورة الليل والنهار على سطح الأرض تتولى مهمة تقويم مسار جميع العمليات الحيوية في الكائنات الحية.
فلا يمكن للساعة البيولوجية ان تعمل بمفردها بانتظام لمدة طويلة، حيث يعتبر التعرض لضوء النهار ولو لدقائق معدودة بصورة يومية ضروريا لتوفيق إيقاع الجسم مع إيقاع الطبيعة من حولنا.
وأوضحت الدراسة ان الساعة البيولوجية تعمل على جعل الإنسان يشعر بالزمن بحيث تحدد أوقات النوم واليقظة والشعور بالجوع عندما يحين موعد تناول الوجبات وتنظم درجة حرارة اجسامنا ليلا ونهارا.
وأظهرت النتائج أن معظم الأشخاص الذين يستخدمون الساعات المنبهة لايقاظهم للعمل عادة ما يستيقظون قبل انطلاق جرس المنبه بلحظات وكأن منبها زرع في أجسادهم يوقظهم قبيل الموعد بلحظات ما يعني أن الساعة البيولوجية في جسم الانسان قامت بضبط نفسها بنفسها على هذا الموعد.
ويقول الدكتور سميث مكارثي رئيس الفريق الذي أجرى الدراسة أن مزاج الإنسان يتبدل في اليوم الواحد بين الابتهاج في الساعات الأولى من الصباح إلى الكابة والانقباض في آخر ساعات النهار، موضحاً أن الإنسان قد يواجه صعوبات في حل مشكلة ما بعد منتصف الليل في حين يصبح الحل لنفس المشكلة هينا عند الصباح وذلك لتغير الحالة المزاجية والنفسية.