صنعت مسرحية "علي بابا الكبير" خلال العرض الذي قُدم يوم الجمعة المنصرم بقاعة عروض مسرح باتنة الجهوي فرحة الأطفال الصغار، كما استقطبت فصولها اهتمام جمهور غصّت به القاعة، اكتشف من خلالها رؤية الخشبة للنص المكتوب الذي تعوّد الجميع تلقيه في جلسات حكي مدرسية
المسرحية اقتبس نصها المخرج فؤاد لبوخ عن قصة "علي بابا واللصوص الأربعون"، والحكاية مستلهمة من كتاب "ألف ليلة وليلة"، وتدور أحداثها في حي الرصافة ببغداد في العهد العباسي، أين يعيش علي بابا وأخوه قاسم وزوجتيهما مرجانة ونفيسة، وتروي قصة الأخوين مع اللصوص الأربعين بلغة عربية فصحى بأزياء ووسط ديكور يعودان إلى تلك الفترة وتتخلّل المسرحية لقطات كوميدية وألعاب بهلوانية وكذا تدخل الحكواتي من حين لآخر، ليروي بعض اللقطات التي تدور خارج أسوار بيت علي بابا وداخل مغارة اللصوص، أين يوجد الكنز، إلا أن مرجانة تتدخل في النهاية وتثور على نهاية القصة منتقدة سلوك علي بابا، لأنه سرق اللصوص، معتبرة إياه اللص الـ41، ويفتح النقاش مع الأطفال الحاضرين حول النهاية، لتتحوّل القاعة إلى خشبة كبيرة، لأن الهدف من هذا العرض يقول المخرج هو تطوير قدرات الطفل الذهنية وتنمية مخيلته وتشجيعه على النقد والتحليل، إلى جانب نقد لتلك القصص الخرافية التي تقدم له على الركح، ويبدو جليا للعارفين بالفن الرابع تأثر الفنان لبوخ بالمسرحي الإيطالي المعروف "آلدوجيوفانيتي" الذي أخرج مسرح الطفل من الصراع التقليدي بين الخير والشر وجعل المسرحيات التي يقدمها الأطفال ذات طابع تعليمي وتربوي هادف، وكان المسرح الجهوي لباتنة من السباقين إلى طرح هذا التوجه الجديد في مسرح الطفل على المستوى الوطني من خلال أعماله المقدمة لهذه الفئة ومن بينها "ماريو والتنين" و"نهاية ثعلب" وكذا "نجمة فوق الخزانة"، وتعد مسرحية "علي بابا الكبير" الموجهة للصغار واحدة من العروض الأربعة التي سطّرها مسرح باتنة الجهوي خلال سنة 2010، من بينها مسرحيتي "الحشامين" و"الرقصة الأخيرة" الموجهتين للكبار واللتين تم تقديمهما للجمهور خلال مارس المنصرم، في انتظار المسرحية الرابعة التي ستكون حسب مدير مسرح باتنة الجهوي محمد يحياوي ناطقة بالأمازيغية، وأكد المصدر نفسه أن مسرح باتنة سيفتح ورشة خاصة بمسرح الطفل قريبا، سيتم من خلالها فتح المجال لمحبي الفن الرابع من الصغار لصقل مواهبهم وتمكينهم من أبجديات فن التمثيل، وتعلّق آمال كبيرة على هذه الورشة في الكشف عن مواهب جديدة في أوساط التلاميذ في مجال المسرح حسب مدير المسرح الجهوي الذي أكد أن الهدف من المبادرة يتمثل في تكوين فرقة مسرحية أو اثنتين ينشطها أطفال.
منقول للافادة
