- يعتقد الكثير من الناس أن التبول اللاإرادي (سلس البول الليلي) ظاهرة تصيب الأطفال فقط، غير أن الأطباء يؤكدون على أن عدداً لا بأس به من المراهقين والأشخاص الأكبر سناً يعانون منه أيضاً.
ويعرف سلس البول الليلي بأنه اضطراب يجعل الطفل أو الشخص البالغ يبلل فراشه أثناء النوم دون الشعور بذلك.
وهذه الظاهرة قد تحصل كل ليلة، أو مرة الى مرتين أسبوعياً.
وسلس البول الليلي واسع الانتشار، اكثر مما يعتقده الناس، فهو يصيب واحداً من كل ستة أطفال من الفئة العمرية خمس سنوات، وواحد من كل سبعة أطفال من الفئة العمرية سبع سنوات، وواحد من كل خمسة أطفال من الفئة العمرية عشر سنوات.
أما فوق سن 15 عاماً فإن نسبة انتشاره تتراوح ما بين واحد من كل خمسين أو واحد من كل مئة شخص.
ونسبة انتشار سلس البول الليلي عند الأطفال الذكور أعلى منها عند الأطفال الإناث، في حين يتساوى الرجال والنساء في ذلك.
وتفسير أسباب سلس البول الليلي يكمن في أنه عند جميع الأطفال تتطور عملية السيطرة على وظيفة المثانة أثناء النوم تدريجياً، وتستغرق وقتاً من الزمن.
وعدد قليل فقط من الأطفال يكون باستطاعتهم التحكم بالبول ليلاً قبل سن الثالثة.
لذلك نرى أن ظاهرة سلس البول الليلي شائعة حتى سن الثامنة.
والتفسير العلمي لسلس البول الليلي، بعد هذه السن، هو التأخر في تطور المسالك العصبية التي تربط الدماغ مع المثانة، التي في نهاية الأمر لا بد من أن تنضج وتتطور وتكتمل.
وكان يعتقد سابقاً أن الطفل يبلل فراشه عمداً للفت الانتباه، أو للتعبير عن الاحتجاج على مسألة معينة، غير أن هذه النظرية قد استثنيت حديثاً.
وهنالك اعتقاد قوي جداً يرى أن العوامل الرئيسية التي تلعب دوراً مهماً في تعزيز التبول اللاإرادي الليلي عند الطفل هو العامل الوراثي، يليه العوامل التالية: القلق والكرب والتوتر والإمساك والتهاب مجرى البول وداء السكري وعدم كفاءة وظيفة الكلى، لذلك من المهم مراجعة الطبيب لإجراء الفحوصات الطبية اللازمة لاستثناء العوامل العضوية، وخاصة في حال حدوث سلس البول في النهار أيضاً.
وتشير الأبحاث والدراسات الحديثة إلى أنه من النادر أن يبدأ الأطباء بعلاج ظاهرة سلس البول الليلي عند الطفل قبل سن السابعة، غير أنه هنالك دوراً مهماً يقع على عاتق العائلة، وهو عدم توبيخ الطفل، أو معاقبته على ذلك. وبالعكس يجب طمأنته بأن ما يعانيه من حالة التبول اللاإرادي شائعة بين الكثير من الأطفال، وهو ليس الطفل الوحيد الذي يعاني منها.
لأنه في حال قيامهم بلومه ومعاقبته فسيؤدي الى شعوره بالذنب وع دم الثقة بالذات, وهذا كله يؤدي الى تأخره في التخلص من ظاهرة سلس البول.
وعلى العكس فإن العديد من الدراسات بينت أن سرعة تخلص الطفل من هذه الظاهرة تعتمد على مدى استعداد الأهل لقبول وتحمل هذه الظاهرة والتعامل معها كظاهرة عابرة وليست كارثة، وعدم تضخيم الأمور.
ويجب دعم الطفل معنوياً وتشجيعه على التغلب على هذه المشكلة بالحب والحنان والعطف وتعزيز الثقة بالنفس لديه، وذلك بالإيحاء له كل مساء، وقبل النوم، بأنه قادر على التغلب على مشكلته، ويجب مكافأته لقاء الليلة التي لا يبلل فيها فراشه، وتكون المكافأة إما معنوية كالمديح مثلاً، أو مادية مثل اعطائه الهدايا.
وتعتبر مشكلة سلس البول الليلي لدى الكثير من الأهل ظاهرة تافهة ولا تستحق الاهتمام، في حين يعتبرها آخرون مشكلة مزعجة تهيمن على حياتهم العائلية، حتى أن البعض يلجأ الى تحفيظ طفل يبلغ من العمر السابعة أو الثامنة، دون الأخذ بعين الاعتبار ما يسبب ذلك من أزمة نفسية له لقيام إخوته بمعايرته والاستهزاء منه..
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]