رضا الناس غاية لا تُدرك. مُرادي هو رضا ربي, و من ثم الوالدين و نفسي, و أحاول أن أرضي ربي و من ثم الناس و من حولي. و لكن رضا الناس غاية لا تدرك. رضا الناس ليس هدفاً لي, و لكن كذب من قال إنه لا يريد رضا الناس. نعم أنا أريد رضا الناس, و لكن بما لا يتعارض مع رضا ربي, و بما لا يتعارض مع رضا نفسي.
لا أستطيع العيش في مجتمع ينظر لي نظرة سوء, هذا واقع, و يجب أن أقبله. هُناك من يقول, إن كلام الناس غير مهم لديه, لو كان كذلك, لما قال هذه الجملة. لا أعطي للناس دوراً أساسياً في صنع قراراتي, و لكن يتحتم علي أن أراعي الناس, في النهاية أنا أعيش بينهم.
نحن بحاجة للصدق مع أنفسنا.
كُل ما تحب, و ألبس ما يحب الناس. رغم معارضتي إلى هذه الجملة, و عدم قناعتي بها, إلا أنني أجد فيها شيء حقيقي يحدث في حياتنا يومياً. لا أستطيع الذهاب للجامعة بملابس معينة, لأنني سأبدو غبياً. سأبدو غبياً في نظر من يراني, لأنها غير مناسبة للجامعة, هي غير مناسبة للجامعة لأن الناس تعودت أن لا ترى بعضها البعض بهذه الملابس في الجامعة, و تعودت على ذلك لأن هذه الملابس لا تعجب البعض, إذاً الناس تلبس ما يعجب الناس, إذاً الجملة بها شيء من الصحة. أجد أنتقادات كثيرة لأنني ألبس الثوب العربي دائماً, و هو ما لا يعجب الغالبية, و لكن أنا ألبس ما أحب, و ما هو مقبول من الناس. هذه هيا العبارة الأصح, أن ألبس ما أحب, و ما هو مقبول من الناس. و العبارة الموجودة في بداية هذه الفقرة ليست صحيحة كلياً.
أنا حر. أنا إنسان حر. أنا إنسان أملك قراري.
سأفعل ما أراه مناسباً لي, و سأحرص على أن لا يتعارض مع رضا ربي. سأفعل ما أشاء, و سأفكر في هدفي أولاً و أخيراً. و لكن لن أنسى إنني أعيش في عالم, في بلد, في قرية, في بيت, و أعيش بين عائلتي, و أهلي, و أصدقائي, و جيراني, و أهل قريتي, و أهل بلدي, و سكان هذا العالم.
و سأقول دائماً, رضا الناس غاية لا تدرك, و رضا نفسي أهم.