يقول الشيخ محمد البشير الأبراهيمي عن الشباب كما تمثله له خواطره:
أتمثله متساميا الى معالي الحياة،عربيد الشباب في طلبها،طاغيا عن القيود العائقة دونها،جامحا عن الأعنة الكابحة في ميدانها،متقد العزمات،تكاد تحتدم جوانبه من ذكاء القلب،وشهامة الفؤاد،ونشاط الجوارح.
أتمثله مقداما على العظائم في غير تهور،محجاما عن الصغائر في غير جبن،مقدرا موقع الرجل قبل الخطو،جاعلا أول الفكر آخر العمل, أتمثله واسع الجود، لا تقف أمامه الحدود،يرى كل عربي أخا له،أخوة الدم،وكل مسلم أخا له،أخوة الدين،وكل بشر أخا له،أخوة الانسانية،ثم يعطي لكل أخوة حقهافضلا أو عدلا.
أتمثله حلف عمل،لا حليف بطالة،وحلس معمل،لا حلس مقهى،وبطل أعمال،لا ماضغ أقوال،ومرتاد حقيقة،لا رائد خيال,أتمثله برا بالبداوة التي أخرجت من أجداده أبطالا،مزورا عن الحضارة التي(رمتهبقشورها)،فأرخت أعصابه،وأنثت شمائله،وخنثت طباعه،وقيدته بخيوط الوهم، ومجت في نبعه الطاهر السموم، وأذهبت منه ما يذهب القفص من الأسد من بأس وصولة, أتمثله مقبلا على العلم والمعرفة ليعمل الخير والنفع،اقبال النحل على الأزهار والثمار لتصنع الشهد و الشمع،مقبلا على الارتزاق،اقبال النمل تجد لتجد،وتدخر لتفتخر،ولا تبالي ما دامت دائبة، أن ترجع مرة منجحة ومرةخائبة. أحب منه ما يحب القائل:
أحب الفتى ينفي الفواحش سمعه ------ كأن به من كل فاحشة وقرا
وأهوى منه ما يهوى المتنبي:
وأهوى من الفتيان كل سميذع ------ أريب كصدر السمهري المقوم
خطت تحته العيس الفلاة وخالطت ------ به الخيل كبات الخميس العرمرم
يا شباب الجزائر هكذا كونوا!...أو لا تكونوا!...