(الســـلام عليكــم ورحمــة الله وبـركـاته)
نُغزى في عقر ديارنا بلا شعور منّا ولا وجدان..هكذا هم الغربيون لم يجدوا المنفذ الذي يخولهم لغزونا بالميكانيزمات الحربية فقرروا غزونا في مقابعنا..بل أننا استسلمنا لغزوهم وأصبحنا كمن رضي بالواقع لا يحكمه ولا يوجهه ولا يظهر أدنى نية لمباجّته..طافت علينا حروب وصراعات ما استكنّى مغالبتها وطافت علينا حروب بتنا فيها انهزاميين لحد الإضمحلال والفناء...كالحرب التي تفنن الغربي في بث شرورها نواحينا ولم نوجه أحاسيسنا لمظاهرها و آثارها وتوابعها ...الغزو الثقافي أو الحرب الباردة..ضربٌ في المخيخات والأدمغة ضرب مدفعي لا مرئي ولا محسوس في المعتقدات والثقافات ضرب في الثوابت والقيم ..رضينا بالضربات العسكرية وبتمركز المرتزقة في أراضينا ..فمرت سنون وسنون..تركنا ما مضى وجاء حاضر أشد وطئًا ورضينا به كسابقته...ولسان حالنا يقول "إن ذهب عيرٌ فـعيرُ في الرباط"
يا ترى ما يكون الغزو الثقافي؟
هوا ستخدام الطرق غير الحربية لصد المسلمين عن قيمهم ودينهم وتراثهم واستبدالها بقيم غير مألوفة تعارض ثوابت الشريعة...أو هو محاولة مجتمع ما نشر وغرس ثقافته للقضاء على ثقافة المجتمع المغزو..وقيل أنه حرب باردة تستهدف كل ما من شأنه أن يقوّض الإيمان في قلوب المسلمين ويقربهم من الشرع الرباني والسنة النبوية الشريفة..
وسمّي ما تسمّي في الغزو الثقافي على القياس نفسه.!
أهداف الغزو الثقافي:
وللغزو الثقافي أهداف خبيثة يسعى الغرب جاهدين في تحقيقها منها:
- صد المسلمين عن دينهم وتراثهم الحضاري الإسلامي وثقافتهم.
- إلقاء اللائمة على الإسلام فيما يرتكبه المسلمين من اخطاء وانحرافات.
- إقناع المسلمين أن الدين الإسلامي مقتبس من الحضارات الرومانية واليونانية
وأنه لم يأتي بجديد...والأهداف تتعدد ..
ولتقـنين دور الغزو الثقـافي في تدميـرالمسلمين فـإنهم استـعانوا بوسائل تمكنهم من
تحقيق أهـدافهم من هذا الغزو وهذه الوسـائل هي:
- التـــبشـير
- الــتغريــب
- الإستشراق
أما فالتبشير: هوتبشير المسلمين بالدين المسيحي ومحاولة إيهامهم أنه دين سيخلصهم من قسوة وعسـرة الدين الإسلامي .في الوقت الذي نعتقد فيه نحن اعتقادا جازما ان الدين الإسلامي هو الدين الذي يضمن لنا الخلاص من المتاعب والتخبطات الدنيوية ويفتح لنا أبوابا واسعة من السعادة بشقيها!
وإذا ما جئنا للتغريب: فهنا يحاول الغرب نشر ثقافتهم الغربية وما تنطوي عليه من عادات ومعتقدات وسلوكيات واستبدالها بالثقافة الإسلامية القويمة..
أما الإستشراق: فهو أن يتجه علماء الغرب للشرق ويدرسون لغة أهل الشرق وفنونها وعلومها وتراثها وآدابها ..ومن خلال دراستهم يروجون للمسلمين ثقافاتهم ويستخدمون ما درسوه في تتويه المسلمين وصدهم عن ديانتهم من خلال نشر أفكـارهم المدسوسة.
ولكل من التبشير والإستشراق والتغريب وسائل وأساليب متعددة تحقق لكل منها أهدافها من ذلك:
- إنشاء الجامعات والكليات والمعاهد لنشر أفكار الديانة المسيحية ودسسموم تلك الأفكار في المحاضرات والندوات العلمية التي يقومون بها في بلاد المشرق.
-استخدام الصحافة ووسائل الإعلام في بث تلك الأفكار إلى أذهان المسلمين.
- إقامة المستشفيات والعيادات والمراكز الطبية وتكليف العاملين فيها من ممرضات وأطباء في بث الأفكار الغربية إلى المرضى.
- إقامة الدوائر المعرفية كـ "دائرة المعارف الإسلامية" التي يعتبرها كثير من الكتاب والمثقفين والمفكرين الإسلاميين مرجعا لهم وهي في باطنها دسائس وأهداف خبيثة لا تنصب في صالح المسلمين!
- إلحاق المستشرقين بإرساليات التبشير لمد العون لهم في القيام بمخططاتهم.
وإذا ما جئنا للإستشراق فهو يسلك مسلكين :
الأول: المستشرقين ذوي الأهداف التبشيرية.
الثاني: المستشرقين المعتدلين والحيادين.
أما فالأول فمهامهم معروفة في تدمير الثقافة الإسلامية وغيرها من الأهداف.
لكن المستشرقين الحيادين والمعتدلين هم فئة مختلفة تماما من حيث الأهداف والممارسات ..هم ثلة قليلة لم تلقى دعم مادي ومعنوي لذلك يندر وجودهم وعادة لا تدعمهم جهة رسمية بل جهودهم نتاج دعم خاص كونهم يقدمون للناس الصورةالحقيقة للإسلام والمسلمين وبحوثهم أكثر مصداقية وواقعية ولا تمس حرمة الدين الإسلامي..والبعض منهم تأثر بالإسلام والتحق بثلة المسلمين..
الحلول لمواجهة الغزو الثقـــافي:
كان حريا بنا أن نجابه الغزو بكافة أشكاله...واستخدام ما توفر ما حلول من شانها أن تصد كل ما يهدد أخلاقياتنا وقيمنا من ذلك:
1-التمسك التام بالثقافة الإسلامية وتعزيزها في نفوسنا ومحاولة غرسها في نفوس المحيطين بنا لاسيما الأبناء.
2-إقناع الأبناء بأهمية الثقافة الإسلامية ومحاولة تبيان تميزها عن كل الثقافات الأخرى وحظهم على تطبيقها في واقع حياتهم.
3-ومن المحزن في الأمر أننا بشعور وبدون شعور قد نجلب إلى أوطاننا ما لا يتناسب من الفنون والسلوكيات كـ المسلسلات والأفلام التي تروج لثقافة مغايرة لثقافتنا لذلك وجب علينا الكف عن جلب مثل هذه الفنون ومحاولة إنتاج صناعات وفنـون بطراز إسلامي يتناسب وثقافتنا.
