قال باحثون في جامعة هارفارد إنهم بدؤوا تجارب لاستنساخ أجنة بشرية من أجل الحصول على خلايا جذعية باستخدام تمويل خاص وذلك لتجنب قيود اتحادية على تمويل مثل هذه التجارب.
وأوضح علماء من مستشفى الأطفال في بوسطن أنهم أجروا عملية مراجعة مطولة لضمان المعايير الأخلاقية وفصل جميع أشكال التمويل بحيث لا يتم إنفاق أي أموال اتحادية على التجربة.
وذكروا أن هدفهم على المدى البعيد هو تخليق خلايا جذعية جنينية من أنسجة مريض وتصحيح عيوب جينية وإعادة الخلايا بعد إصلاحها إلى أجساد المرضى.
وهناك الكثير من الجدل بشأن أبحاث الخلايا الجذعية التي تجرى على أجنة بشرية لأن بعض الناس يعتبر أن أي تجارب على أجنة بشرية أمر غير أخلاقي.
وفي عام 2001 فرض الرئيس الأميركي جورج بوش قيودا على استخدام أموال اتحادية لتمويل أبحاث الخلايا الجذعية بحيث تقصر فقط على مجموعات موجودة بالفعل من الخلايا.
واعترض باحثون وقالوا إن الخلايا الجذعية الجنينية يمكن أن تتحول إلى أساليب علاجية مشيرين إلى أن مجموعات الخلايا التي تستحق الدعم الاتحادي ليست كافية للأبحاث اللازمة.
ويعتقد خبراء أنه قد يمكن الحصول -في يوم من الأيام- على جزء من جلد المريض وتوجيه جزء من نسيجه لغرض آخر ثم زراعته مرة أخرى في الجسم لعلاج أمراض مثل مرض الشلل الرعاش، أو بدلا من عضو مفقود.
ويمكن الاستفادة من أبحاث الخلايا الجذعية في معرفة معلومات إضافية بشأن أمراض مثل السرطان وداء السكري والتشوهات الخلقية.
ويكمن السر في السمات المميزة للخلايا الجذعية وهي الخلايا الأولية للجسم، والخلايا الجذعية الجنينية تتسم بقوة إضافية لأنها قادرة على إنتاج أي نوع من أنسجة الجسم ويمكن زراعتها معمليا.
وانقسم الكونغرس الأميركي بشأن هذا الأمر، فأنصار هذه الأبحاث يريدون تخصيص المزيد من الأموال الاتحادية لها بينما يسعى المعارضون لحظرها تماما.
وتشوهت سمعة هذا المجال بفضائح منها التي حدثت في مطلع العام عندما زعم باحث من كوريا الجنوبية أنه استنسخ أجنة بشرية وحصل على خلايا جذعية منها ثم اتضح أنه زيف تقاريره.
وادعت عدة جماعات أنها استنسخت أطفالا لكنهم لم يقدموا أي أدلة على ما قالوه.
ويسعى الباحثون في بوسطن إلى استخدام تكنولوجيا الاستنساخ في تخليق أجنة عمرها أيام من أجل الحصول على خلايا جذعية منها.
وتسمى العملية بالتنوية وفيها يتم الحصول على نواة خلية مثل خلية الجلد ووضعها داخل بويضة بشرية ثم إعادة توجيه البويضة بحيث تبدأ النمو كجنين بشري.
وهناك طريقة أخرى لاستنساخ أجنة وهي استخدام نواة خلية تم الحصول عليها من جنين عمره أسبوع.
وقال فريق البحث إنه سوف يبدأ باستخدام أجنة استغنت عنها عيادة الخصوبة في هارفارد وليس خلية من الجلد مما سيزيد فرص نجاح نقل النواة لأنها أكثر سهولة في إعادة توجيهها عن نواة خلية الجلد.
وأوضح أن ذلك سيسمح بمعرفة بعض الأمور الأساسية عن علم أحياء خلايا المنشأ، وفي الوقت نفسه القدرة بشكل فني متميز على تخليق خطوط خلايا جذعية.
ومن المعروف أن العديد من الشركات تعمل من أجل تحقيق نفس الهدف ومنها مجموعة علمية في بريطانيا.